English / عربي
⟪البحث عن ميّزات الماء⟫
شرف صالح وأريج الحنيطي


كيف نتحرك؟


تعتقد ممارسات البدن وممارسيه أن الجسد يحتوي على استعارات رمزية ومباشرة. كما يعتقدن أن التعلُّم يحدُث عندما نسلّط انتباهنا على الشعور بالحركة. تحدث الحركة عندما ندعها تحدث. يتعلق الأمر بالانتباه إلى الأحاسيس الجسدية عوضًا عن التقليد السطحي والإدراك البصري


"أوعية الجسد" هو تمرين يُستخدم في ارتجاليات الرقص كوسيلة للانغماس في الوجود اللحظيّ. يوّظف هذا التمرين مجاز الماء لتيسير حركة حرة ومُجدية. كما يوحي بأن الحركة جميعها تنشأ من  العمود الفقري


نستحضر التمرين هذا لاعتبار الجسد كنقطة انطلاق معرفية وتفاعلية. لتنفيذ هذا التمرين، لا نحتاج سوى إلى جسد ومساحة للحركة. لنقرأ "التعليمات" التالية بصوتٍ عالٍ لمجموعة من الأشخاص، بوتيرة تتلاءم مع تفاعل المشاركين. لننهي التمرين بالمشاركة، بأي طريقة، كيف شعر كل واحد منّا؟ أي مشاعر ظهرت؟ كيف يمكننا  البناء على النتائج معًا؟





البحث عن ميّزات الماء


لنختر مكانًا داخليًا أو خارجيًا يُشعرنا بالراحة


ونقف ونباعد بين القدمين قليلًا


لنغمض أعيننا


ونأخذ  نفسًا طويلًا وعميقًا. شهيق عبر الأنف، زفير عبر الفم. لنستمر بالتنفس لبضع دقائق 


لنجلب تركيزنا إلى القدمين على الأرض، وننقل وزننا ببطء من ساق إلى الأخرى. ربما نأخذ خطوة صغيرة إلى الوراء وأعيننا مغمضة. ونحول إيجاد نقطة التوازن


عند تحدديد نقطة التوازن المركزية، لندع الحركة تتلاشى برويّة


أما الآن، لنجلب انتباهنا إلى الخط المركزي، إلى العمود الفقري.لنتخيل خط جاذبية عمودي يخترق مركز الجسد


لنشعر به وهو يرفعنا إلى الأعلى بينما نسمح لثقل الجسد بالهبوط إلى الأرض بحريّة


لنجلب انتباهنا إلى وسط الحوض الذي يوّزع الوزن على الساقين بالتساوي


لنتخيل الحوض كوعاء ماء. ونلاحظ  ما يحدث عندما نملأ الحوض ثم نفرغه ببط



لنسمح لخواصرنا بأن تتحرك بحرية. ولنشعر بالماء وهو يتدفق نحو الساقين


والآن، لنرسم مسارًا يمر من منتصف الحوض عبر العُجز وحتى لوح الكتف


لنتتبع الخط الذي يصل عظم الترقوة بالكتف


لنواصل تتبع الخط وهو يمتّد إلى الذراعين عبر مفاصل اليد وصولًا إلى الخنصر.ونتتبع مسار عودته عبر الإبهام إلى لوح الكتف. يحدد هذا المسار وعاء الكتف


والآن، لنتخيّل تدفق الماء من الجمجمة إلى وعاء الكتف. ونلاحظ تدفق الماء وهو يدور ويصّب في الحوض.  لندع الماء ينساب في مناطق قليلة الحركة. ونحاول تعويم الذراعين ببطء كما لو كانتا تحت الماء. لنلاحظ كيف تنشأ حركة الذراعين من العمود الفقري


لنجد طرقًا جديدة لرفع الرجلين وتحريك الجذع. لنستكشف تفاعل الجمجمة مع العمود الفقري والأطراف وأوعية الجسد


لنشعر بالماء وهو يسري من الجمجمة إلى اليدين ثم إلى الساقين


ونلاحظ ما يحدث عندما يتحرّك عضو واحد، كيف يتفاعل مع سائر الجسد؟ لنجد مسارات الحركة في داخلنا

.

.

.

.

.

ببطء وهدوء، لنعثر على حالة من السكون. نفتح أعيننا ونلاحظ  ما يحصل عندما يتوّقف الجسد. هل ما زال الماء متحركًا؟


والآن، لنبدأ السير ببطء. لنجلب انتباهنا إلى العمود الفقري والنقطتين المحوريتين فيه. ولنشعر بالمفصل الأطلسي الذي يوازن الجمجمة يوجهنا إلى الأعلى ونحو المكان الذي نوّد الذهاب إليه، ثم ننقل انتباهنا نحو العَصعًص الذي يوجه الوزن صوب الأرض. لنستكشف ترابطات الجسد عندما نطيل الكعب ونحن نخطو. لنستمر في السير ونحن نتخيّل هذه الصورة. ونلاحظ حركة الأشياء الأخرى من حولنا 


أما الآن، لنتوقف تدريجيًا لإنهاء هذه التمرين


لنعثر على طريقة للتعبير عن أحاسيسنا. ماذا يظهر لنا؟